بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وبعد.
لطالما بحث الإنسان عن الحلول لجعل حياته أكثر سعادة وسروراً، وإن هذا البحث يقتضي منه بالضرورة البحث عن الأشياء التي ينبغي لها أن يغيرها في حياته، لأن المنطق يقول: إنه لا يمكنك أن تعمل نفس الأشياء دائماً وتتوقع الحصول على نتائج مختلفة يوماً ما.
لذلك فنحن نسعى إلى تغيير شيء ما في حياتنا للحصول على السعادة، ومهما اختلفت أسباب السعادة في وجهات النظر لدى البشر، فإنهم في كل حال سيبحثون عنها عبر تغيير أمور معينة في حياتهم من أجل الحصول عليها.
ما أود قوله في هذه العجالة أن التغيير في حياة البشر أمر ضروري، لكن عدداً محدوداً من البشر من يخططون للتغيير، والغالبية العظمى يكون التغيير لديهم عشوائياً أو بدواعي مرتجلة أو آنية، مع أن بعض التغييرات في حياتهم قد تكون مفصلية وخطيرة جداً.
يكون التغيير على أنواع متعددة، فقد يكون التغيير في مجال العمل، أو السكن، أو الوضع الاجتماعي كتغيير العلاقات والأصدقاء، أو الثقافي كتغيير مجال الدارسة أو الاختصاص، أو الأخلاقي كتغيير السلوكيات، أو الاقتصادي كتغيير نمط الحياة وطريقة الكسب، وغيرها.. وأياً كان التغيير فإنه سيلقى مقاومة تمنع حدوثه، وأقوى مقاومة نلقاها هي من أنفسنا، ولكن لماذا نقاوم التغيير؟
إننا نقاوم التغيير لعدة أسباب منها الخوف من المجهول، أو الخوف على المكاسب الحالية أن تذهب بدل حصولنا على مكاسب إضافية، وقد يكون حرصنا على العلاقات الحالية مع الناس مقاوماً للتغيير أيضاً، ومن ذلك أننا نلقى مقاومة من البيئة والمجتمع إذا أردنا أن نحدث تغييراً، لذلك فإن هذه المعارضة قد تثنينا عن التغيير والبقاء على الوضع الحالي المستقر، كذلك عدم ثقتنا بأنفسنا وقدرتنا على التغيير يشكل مقاومة أخرى تمنعنا من خوض المغامرة لأجل تغيير نمط معين في حياتنا.
إن جميع عناصر مقاومة التغيير سواء الداخلية أو الخارجية هي ما تمنع إقدام البشر على إحداث التغيير في حياتهم، ولكن معرفة هذه العناصر ودراستها جيداً هي أولى مراحل البدء، والمرحلة الثانية هي معرفة التغيير المطلوب بتحديد الأهداف والزمان والمكان ومناسبة كل منهما للهدف المنشود من عملية التغيير، وحتى يكون التغيير فاعلاً ومؤثراً لابد أن يُخطط له بشكل سليم ومتقن، إذا أردت أن يكون تغييرك ذا نتيجة واضحة حتى قبل أن تبدأ به، فأرجو منك قراءة كتاب أو حضور دورة تدريبية في إدارة التغيير، فإن ذلك سيكون لك خير معين بعد التوكل على الله عز وجل.